نون الوقاية
سميت بذلك لأنها تقي الفعل الكسر ،وقيل بل سميت بذلك لأنها تقي من التباس أمر المذكر بأمر المؤنث لــو قيــــــــل أكرمْني ) ، ومن التبــاس يـــــاء المتكلم بياء المخاطبـة فيه ‘ ومن التبــاس الفعـــــــــل بالاسم في نحو في نحــــــوضربي) إذ الضرب اسم للفعل ‘ وقد لحق الكسر الفعل في نحو أكرمي ولم يبال به .
وتلحق نون الوقاية قبل ياء المتكلم المنصوبة بواحد من ثلاثة :
أحدها : الفعل سواء كان متصرفا أم جامدا نحو : ( أكرمني ) و ( ذهب الطلاب ما عداني ) و ( ما أفقرني إلى عفو الله ) .
الثاني : اسم الفعل نحو : ( دراكني ) بمعنى أدركني .
الثالث : الحرف نحو : ( إنني و لكنني ) وهي جائــزة الحـــــذف والذكر مع إنّ وأنّ ولكنّ وكأنّ .
وتلحق أيضا قبل الياء المجرورة بـ ( من وعن ) ، وقبـــــل ما أضيف إليه( لدن ) نحو : " قد بلغتَ من لدني عذرا ".
ولا شك أن لنون الوقاية أكثر من وظيفة لغوية وأبرز تلك الوظائف هي :
1- إزالة اللبس بين أمر المخاطب وأمر المخاطبة في نحو : أكرمني وأكرمي .
فإن ( أكرمْني ) أمر للمخاطب بإكرام المتكلم ، و( أكرمي ) أمر للمخاطبة ، ولو حذفت النون لالتبس أمر المخاطب بأمر المخاطبة .
2- إزالة اللبس بين أمر المخاطبة والفعل الماضي المتصل بياء المتكلم نحــــو : ( تداركي ) أمر للمخاطبة و ( تداركني ) فعل ماض ، ولولا النون لالتبس الفعلان .
3- إزالة اللبس بين الاسم والفعل في نحو ( حجري وحجرني ، ونابي ونابني ، وضربي وضربني ) . فإن الحجر في ( حجري ) اسم مضــاف إلى يــــاء المتكلم ، ونحوه نابي وضربي ، و( حجرني ) فعل بمعنى حبسني وكذلك نابني وضربني ، ولولا النون لالتبس الفعل بالاسم .
4- إزالة اللبس بين الفعل وغيره من الأسماء ‘ نحو ( سماعِني ) اسم فعل أمر بمعنى اسمعني ، و ( سماعي ) مصدر للفعل سمع مضاف إلى ياء المتكلم .
5- إزالة اللبس بين حرف الجر والفعل ، في نحو : خلاي وخلَاني ، وعدَاي وعدَاني ، فإن التي بالنون فعل دون أختها .
6- ثم هي تفيد زيادة التوكيد ، في إنّ ، وأنّ ، ولكنّ ، وكأنّ ، نحو إني وإنني ، وكأني وكأنني، فقولك :"إنني مسافر غدا" آكد من قولك :" إني مسافر غدا" .